Association Internationale pour la Sauvegarde de Tyr | Fondation Tyr
لماذا صور؟

تاريخ صور

الأب جان ستاركي

 

لقد وحدّ الإغريق هرقل بالرب الصوري ملقارت. وكان معبده شهيراُ زاره المؤرخ هيرودوت حوالي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد وروى لنا ما يلي: " تحدثت مع كهنة (ملقارت) وسألتهم عن تاريخ إقامة المعبد فأجابوا أنه أنشىء مع إعمار صور أي منذ ألفين وثلاثمائة سنة".وهذا الأمر يرجعنا الى القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد وذلك عهد استقرار الكنعانيين على طول الساحل وحتى مصر. وقد جلبوا لصور لغتهم التي هي اللهجة التي سميت فينيقية فيما بعد. وكان كهنوتهم يمسك سجلاً. فقد روى المؤرخ يوسيفوس: "إن الصوريين كانوا يحتفظون بتقويم قديم مكتوب ومحفوظ بعناية". ومن المؤكد أنه في العصر الأقدم كانت اللغة المكتوبة هي الأكادية أو المصرية اللّهم الا إذا كانوا في صور استخدموا كأهل جبيل الكتابة المسماة " الهيروغليفية المشبّهه" لكتابة يبدو أنها فينيقية.

ويحدثنا فيلون الصوري عن "كتابات مخبأة في المعابد تعود لذلك العصر مشكلة من حروف يستعملها العمونيون".

ولا شك بأنه يعنى الكهنة المحليين للرب الكبير آمون. والمقصود الكتابات الهيروغليفية المشبّهه. ومهما كان الأمر فإن ذاكرة الصوريين التاريخية لا تتجاوز زمن استقرار اسلافهم الكنعانيين في الجزيرة الشهيرة.

وثمة أسطورة ينقلها أيضاً فيلون الصوري تنسبها الى الرب الأكبر" بعل سميم" "سيد السماء" ولكن فيلون يجعله رجلاً يسميه "سميمر وموس" (وهي كلمة فينيقية ) تعني " العالي جداً في السماوات" وقد سكن في صور وأوجد الأكواخ". كما بنى أخوه أوسوس مركباً وكرّس نصبين واحد للنار وآخر للريح. كان يعبدهما ويطل عليهما دم الطرائد التي يصطادها. والمقصود "الصخور الأمبروزية" الشهيرةالمصورة على النقود والتي كان هيرودوت قد أعجب بها في معبد ملقارت. وقد رأى الشاعر نونوس من أهل القرن الخامس قبل الميلاد أصلهما في الجزيرتين الأوليين. وقد روى المؤرخ يوسيفوس أن الملك حيرام المعاصر لسليمان هو الذي وحد الجزيرتين وعلى إحداهما يقوم معبد "زفس الأولمبي"أي بعل سمسم.

وكان هناك صور قارية يدعوها المصريون أوزو أما الأشوريون فيسمونها أوشو والتنقيب عنها في تل الرشيدية يعد بنتيجة مثمرة .ومن المؤكد الوصول فيه الى طبقات أثرية سابقة لمجيء الكنعانيين كما هو الأمر في جبيل واوغاريت ولسوف يظهر أن مدينة صور هي أقدم بكثير مما كان يظهر القدماء.